أحيانًا ترتبط كرة القدم ببعض الخرافات، لكن ما حدث مع نادي بيرمنجهام سيتي هو الأغرب.
تأسس النادي في عام 1875، وأراد زيادة سعة ملعبه في عام 1905، فقرر إيجار قطعة أرض جديدة لبناء ملعب جديد وترك ملعب "مونتز ستريت" خاصة بعدما حدث في مباراة الديربي أمام أستون فيلا في فبراير من نفس العام، حين كان الملعب ممتلئ بالجماهير المقدرة بنحو 28 ألف متفرج، لكن كان هناك الآلاف من الجماهير خارج الملعب حيث تسلقوا الأسوار والحواجز لمشاهدة المباراة وقدرت أعدادهم بأكثر من 35 ألف.
هذه الواقعة جعلت إدارة بيرمنجهام تُعجل بالبحث عن ملعب جديد ليستوعب كل هذا العدد الكبير من الجمهور وبالتالي الحصول على مكاسب مادية أكبر.
وبالفعل قام بيرمنجهام باستئجار أرض مهجورة كان يتواجد فيها مجموعة من الغجر في مخيمات عام 1906، حيث تم طردهم لبناء الملعب الجديد.
لكن الغجر تركوا الأرض وهم غاضبين فأقاموا السحر في تلك الأرض لوضع لعنة يمتد مفعولها لقرن من الزمن.
على أي حال تم بناء ملعب "سانت أندروز" وهو ملعب النادي الحالي، وكانت مباراة افتتاحه يوم 26 ديسمبر عام 1906 أمام ميدلسبره، أمام حشد جماهيري بلغ 32 ألف مشاهد.
لكن لعنة الغجر بدأ مفعولها يحدث منذ المباراة الأولى، حيث تأخرت انطلاقة المباراة ساعة كاملة نتيجة لإزاحة الثلج الثقيل من على الملعب حيث نزل كل العاملين من الصباح الباكر وانضم لهم الطاقم الإداري ورئيس النادي وعشرات المتطوعين لإزالة الثلوج وانتهت المباراة بالتعادل السلبي 0/0.
بعدها بثلاثة أيام، استمر تساقط الثلوج خلال مباراة الفريق أمام بريستون نورث إند، إلى أن أحرز باني جرين لاعب بيرمنجهام سيتي الهدف الأول في هذا الملعب الجديد، وأثناء الاحتفال بالهدف فقد توازنه وسقط وغاص وسط كومة كبيرة من الثلج وتعرض للإصابة.
أثناء الحرب العالمية الأولى، تم استخدام الملعب كمركز لتدريب القوات البريطانية، وتم إغلاقه عدة مرات خوفًا من التعرض لهجمات جوية، حيث كان مصنع الذخيرة القريب من الملعب من ضمن أهداف الهجمات.
وفي عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية، تعرض الملعب فعلاً لهجوم من سلاح الطيران الألماني، وتعرض لأضرار بالغة، مما اضطر النادي للبحث عن مكان آخر للتدريبات وإقامة المباريات.
بعد القصف الألماني تم استعمال المدرج الرئيسي للملعب كوحدة مطافئ مؤقتة وبعدها بثلاثة شهور اندلعت النيران في الوحدة وأخطأ رجل المطافئ في إخماد الحريق فبدلاً من استعمال سطل الماء استعمل سطل البنزين واحترق المدرج بالكامل وبسرعة شديدة!
في ثمانينات القرن الماضي، اقترح رون ساندروز مدرب بيرمنجهام السابق وضع صورة المسيح المصلوب في أبراج الإنارة لطرد اللعنة التي تلازم الملعب، وكذلك اقترح طلاء أحذية اللاعبين من أسفل بالطلاء الأحمر.
لكن الفكرة الأغرب والأكثر اشمئزازًا، جاءت من باري فراي مدرب بيرمنجهام في التسعينات، حيث اقترح أن يتبول في كل زاوية من زوايا الملعب الأربعة لطرد اللعنة، لكنه لم ينفذ تلك الفكرة المجنونة!
أحد مشجعي الفريق بعث رسالة لرئيس النادي مفادها إما البحث عن ملعب جديد في مكان جديد أو أن يلعب الفريق كل مبارياته خارج سانت أندروز.
وحتى يومنا هذا، يعتقد العديد من مشجعي بيرمنجهام أن إخفاقات الفريق نتيجة للعنة الغجر القديمة، وطردهم من دون إرادتهم، ويرى البعض أنه لولا تلك اللعنة لأصبح بيرمنجهام النادي الأبرز في المدينة على حساب أستون فيلا.
ولطالما أعلن مسؤولو بيرمنجهام عن نيتهم بناء ملعب جديد بسعة 55 ألف متفرج، لكن رغم وجود الخطط والتصميمات إلا أن خطوة التنفيذ دائمًا ما تتأجل.
Commentaires
Enregistrer un commentaire