ما بعد المباراة | كونتي صنع من تشيلسي منتخب إيطالي مصغر

ما بعد المباراة | كونتي صنع من تشيلسي منتخب إيطالي مصغر




حرم نادي تشيلسي مضيفه توتنهام من الاحتفال بالمباراة المحلية الأولى على ملعب ويمبلي هذا الموسم حين تفوق حامل اللقب على وصيفه بهدفين مقابل هدف في ديربي مثير انتهى في دقائقه الأخيرة، ليخسر توتنهام المباراة الثامنة من عشرة لقاءات لعبها على هذا الملعب!

■ علل البعض خوض تشيلسي للمواجهة بطريقة لعب فريق وسط أو قاع وبدفاع مبالغ به بأنه يعاني من غيابات ولا يوجد الأوراق اللازمة من أجل لعب كرة قدم مقبولة لن أقول هجومية؛ لأن البلوز لم يلعبوا من الأساس كرة هجومية في الموسم الماضي، ولكن هذا التبرير لا منطق له فتشكيلة تشيلسي لا يغيب عنها حاليًا سوى البلجيكي "إدين هازارد" فقط، وإن كان هجوم فريق بحجم تشيلسي يعتمد على لاعب واحد فقط فهذا بالطبع أمر في غاية الإحباط، الفوز كان خادعًا ولا يجب التعويل عليه، ومن الضروري دخول البطل في سوق الانتقالات بقوة.
■ كونتي استغل كل خبرته في الملاعب الإيطالية من أجل تلك المباراة، فقد اعتمد على طريقة "الكاتيناتشو" كما يقول الكتاب، في مباراة لعبها تشيلسي بالأزرق وذكرنا جميعًا بأداء المنتخب الإيطالي، الذي من عادته التراجع للدفاع وانتظار اللعب المرتد أو أخطاء الخصم والكرات الثابتة، هذا ما حدث في اللقاء، ومن حسن حظ التقني الإيطالي أنه حصل على مبتغاه في النهاية بكرة ثابتة وبخطأ مباشر من خصمه، ويبقى السؤال هل سيستمر تشيلسي طويلاً بتلك الصبغة الإيطاليةـ، أم الظروف الحالية هي ما فرضت هذا الأسلوب؟
■ الجهاز الفني لتشيلسي كان قريبًا من التضحية بالإسباني "ماركوس ألونسو" هذا الموسم، فكان هناك حيرة كبيرة بعد التعاقد مع روديجير وهي إمكانية اللعب بأثبيلكوتا جناح أيسر مع تواجد موسيس على اليمين ووقتها لم يكن هناك مكانًا لألونسو، وهو ما كان يفكر فيه كونتي بالفعل، ولكن من حسن حظ تشيلسي وكونتي نفسه هو غياب موسيس عن المباراة الافتتاحية ثم غياب كاهيل لثلاث مباريات نتيجة الإيقاف، هذا الأمر جعله يعتمد على ألونسو الذي لم يُخيب الآمال وحجز مكانه ربما لأشهر عديدة قادمة بتدوين ثنائية لن تنسى إذا ما حقق تشيلسي أي شيء بنهاية الموسم.
■ من الصعب الحكم على موراتا في هذه المباراة، فاللعب برسم 3-5-2 لم يمنحه أي فرصة للحصول على المساندة التي يحتاجها أي رأس حربة، فقد تواجد قريبًا منه لاعب واحد فقط وهو ويليان في مساحة تزيد عن 40 مترًا من الملعب، اختفى المهاجم الإسباني في المباراة وبكل صراحة لم يكن مطلوبًا منه الكثير في تيكتيك كونتي، ربما الارتقاء لكرة ثابتة أو شيء من هذا القبيل، وإن كان موراتا أضاع كرة لا تضيع في أول خمس دقائق من اللقاء، ولكنه وقت لا يعرف أي حسابات تيكتيكية في أي مباراة.
■ وكأن كونتي توقع قبل المباراة أن بوتشيتينيو سيتخلى عن الأطراف ويركز على عمق الملعب، تواجد ثلاثي وسط ملعب ومن خلفه ثلاثي في عمق الدفاع ساهم في إغلاق أي فرصة لاختراق توتنهام من عمق الملعب، وساعده في التفوق دفاعيًا أيضًا تأخر بوتشيتينيو في فتح خطوطه مبكرًا بالدفع بالكوري سون وإعطاء تعليمات لآلي بالتحول للطرف الأيمن واللعب على الخط، توتنهام لعب المباراة بالأسلوب الذي كان يتمناه تشيلسي، وعلى أية حال هذه من المباريات القليلة التي نرى بوتشيتينيو يفشل فيها في قراءة اللعب والخصم. 

Commentaires